تقع بحيرة الظّاية في أقصى شمال بلدية تامزڨيدة بولاية المدية، على بعد 2 كم من الحدود الإدارية مع ولاية البليدة عبر الطريق (بلدية عين الرمانة) ، و 5 كم عن الحدود الإدارية لولاية عين الدفلى (بلدية بومدفع) ، على ارتفاع 1190 م تقريبا عن سطح البحر ، الذي يعتبر امتدادا لجبل ڨرن الكاف نحو الجنوب الغربي ، قمة ذراع أزڨرار تبلغ حوالي 1250 م ، و هي تشكل الحد الإداري بين ولايتي البليدة و المدية ، في السفح الآخر من الذراع نجد قرية تيوسارين ( تعني بالأمازيغية الطاعنات في السن ، جمع تاوسّارت ) ، و بذلك نلاحظ أن بحيرة الضاية تبعد حوالي 100 م فقط مشيا على الأقدام من حدود البليدة

تتواجد البحيرة في السفح الجنوبي الغربي لجبل قرن لكاف (1390م) الذي تفصله ثنية موزاية (1300م) عن قمّة جبل تامزڨيدة (1604م) ، ثاني أعلى قمّة بالأطلس البليدي، وسط غابات البلّوط والصنوبر ( التي أحرق الكثير منها للأسف ) بمحاذاة الطريق الولائي رقم 62 (مسلك ترابي جدّ مهترئ من جهة البليدة ، معبد لكن خطير و مقطوع حاليا من جهة تامزڨيدة) الرّابط بين موزاية (البليدة) وتامزڨيدة (المدية ) عبر عين الرمانة، تبعد البحيرة 10 كم بالضبط عن بلديتي عين الرمانة و تامزڨيدة ( في منتصف الطريق بينهما )

تبلغ مساحة البحيرة 2 هكتار ، و عمقها 1م ، يقلّ منسوبها صيفا وتمتلئ شتاءا ، يعيش حولها العديد من الضفادع والحشرات والحيوانات المحمية

منطقة الضاية تابعة لأراضي عرش موزاية التاريخي، غير بعيدة عن أراضي عرش سوماتة، تروى حولها العديد من الأساطير، أشهرها أنّ رجلا صالحا وفد على المنطقة منذ قرون، إسمه سيدي محمّد بوشاقور، قام بإصلاح العلاقات بين القبائل المتناحرة ، و وعدهم أن يجعل أراضيهم بمتيجة أكثر خصوبة فضرب جبال الأطلس بفأسه ، محدثا أخدودا سالت عبره مياه واد شفّة ، وللحفاظ على تدفق المياه ، ذهب سيدي بوشاقور إلى قمّة جبل تامزڨيدة ، وطلب من كل قرية أن تبعث له بجرّة ماء يفرغها قرب قمّة الجبل ، وبذلك تكونت بحيرة الضاية !!

كان عرش موزاية يقيم وعدة سنوية في المكان قبل وبعد موسم الحصاد والدرس

يعرف المكان توافدا كبيرا لعائلات المنطقة والسياح من كل مكان، ممّا أدّى إلى تلوثه بمختلف أنواع النفايات ، وفقدت المنطقة أغلب مساحتها الغابية بسبب الحرائق الإجرامية التي شوّهت روعة المكان للأسف !

رغم كونها داخل الحظيرة الوطنية للشريعة ، إلّا أن المنطقة تسيل لعاب الكثير من المستثمرين وأعداء البيئة ، و هو مهدد كذلك من طرف الشركة الصينية التي تقوم بتفجير الجبل أسفل الضاية ، مما أدى إلى انهيار الصخور و غلق الطريق بين الضاية و بلدية تامزڨيدة ، لحماية المكان قررت إدارة الحظيرة تكوين ملف لإدراج الضاية ضمن المناطق الرطبة المصنّفة (إتفاقية RAMSAR) كما يمكنها ان تكون قطبا سياحيا بامتياز

اسماعيل علال