بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

السيد الوالي،
السيّد رئيس المجلس الشعبي الولائي،
السيدات والسادة اعضاء البرلمان بغرفتيه
السيّدات و السادة الإطارات،
أسرة الاعلام،
أيها الحضور الكريم .

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .

إنه لشرف عظيم لي أن أحضر معكم اليوم في ولاية المدية التي تجمع بين عبق التاريخ بأصالته وثقافته وتقاليده وجمال الطبيعة من ماء وجبال وخضرة، وأين يتناغم الحاضر مع الماضي والثقافة مع الطبيعة والتقاليد مع الحداثة.
وما يزيدني فخرا هو تواجدي بهذه الولاية الثورية الخالدة، والتي سجلت إبان الثورة التحريرية عدة محطات تاريخية ومعارك بارزة خاضها المجاهدون البواسل لتبقى شاهدة على تضحياتهم الجسام في سبيل تحرير وطننا الحبيب الجزائر.

السيدات والسادة الحضور،

من حقنا اليوم أن نفتخر جميعا ونعتز بالعمل الجبار والجهد الرائع المبذول من قبل شبابنا والقائمين على تنظيم الطبعة الأولى “لمهرجان مونقورنو للفيلم الجبلي” من 24 إلى 27 سبتمبر 2020 والساعي من أجل ترقية السياحة الجبلية بالجزائر، والمنظم من قبل الديوان المحلي للسياحة لبلدية المدية، وهو جهد يستحق الثناء عليه، والإشادة بمهنيته واحترافيته.

يتزامن تنظيم المهرجان في طبعته الأولى مع فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للسياحة، المصادف ل 27 من شهر سبتمبر من كل سنة، وهي فرصة سانحة من أجل تحسيس الرأي العالمي بالأهمية السياسية والاجتماعية والاقتصادية للسياحة و من أجل ابراز مساهمتها في تحقيق التنمية المستدامة.
فالجزائر اليوم تحتفل كغيرها من دول العالم بالذكرى الأربعون للسياحة والذي تُعقد هذا العام تحت شعار “السياحة – والتنمية الريفية”، لمناقشة سبل الارتقاء بمساهمة السياحة في تحقيق التنمية الريفية وكذا أهداف التنمية المستدامة الـ17 لآفاق 2030 التي أقرّتها منظمة الأمم المتحدة عام 2015.

أيها الحضور الكريم،
إننّا واعون اليوم بأن العالم بأسره بحاجة إلى سياحة مسؤولة ومستدامة تدعم جماعات المناطق الريفية وتحترم البيئة، وتجعلها محركا لإنعاش هذا القطاع المتضرر من جائحة كوفيد 19، وفرصة لإعادة التفكير في مستقبل قطاع السياحة، من خلال الجمع بين الناس وتعزيز التضامن والثقة، وهي مكونات أساسية في تعزيز التعاون الدولي الذي نحن في أمس الحاجة إليه في هذا الوقت.
ومن هذا المنبر أدعو في هذا السياق إلى أن نعمل معا “من اجل سياحة مسؤولة ومستدامة لتنمية المناطق الريفية” تقوم على أسس العدالة الاجتماعية والاقتصادية مع الاحترام التام للبيئة، سياحة تعترف بمركزية الجماعات المحلية وحقها في أن تكون رائدة تنمية مستدامة.
كما أدعوكم إلى”تقدير المناطق الريفية وتنمية مناطق الظل”عن طريق تعزيز السياحة الريفية والتعلم من الدروس والتجربة والحكمة التي يتميز بها ساكني هذه المناطق، “حكمة من يزرع الأرض، ويراقبها ويخدمها وينتظرها ويعتني بها”، من شأنها أن تعلمنا دوما أنماط حياة جديدة، في اطار احترم البيئة والممارسات الزراعية وحياة السكان في الريف، واحترام العادات والتقاليد، ومن خلال تقدير الاصالة والشموخ التي تحتفظ وتتميز بها.
كما أدعو جميع الفاعلين والمواطنين إلى السياحة “في المناطق الريفية وغير الملوّثة”، لدعم “الاقتصاد الريفيّ الوطني، الذي يتكوّن من الزراعة وغالبًا من الأعمال العائليّة”، الأمر الذي يجعل من السيّاح “داعمي للنظام البيئي، إذا سافروا بطريقة واعية ومسؤولة”.

أيها الجمع الكريم،
إن تنظيم هذا المهرجان في طبعته الأولى ما هو إلا أحد الابتكارات والإبداعات الشبانية، الرامية إلى تشجيع السياحة الداخلية في المناطق الريفية المسؤولة المحترمة للبيئة المستدامة والتي تحمل في طياتها رسائل داعية إلى التحسيس بالبيئة و بضرورة تنمية المناطق الريفية من خلال ابتكار مسارات سياحية ثقافية و تاريخية و متعلقة بحمامات معدنية و جبلية، وعن طريق التشجيع على استهلاك منتجات ريفية محلية جاذبة و بخلق فضاءات للصناعة التقليدية الحرفية وكذا عرض مختلف فرص تشجيع العمل العائلي في مختلف أشكاله.
ولعل تخصيص جزء من فقرات الاحتفاء باليوم العالمي للسياحة من أجل تكريم الفائزين في مسابقة أحسن فيلم ترويجي للسياحة الجبلية، لخير دليل هادف إلى تسليط الضوء على أهمية تنمية السياحة الريفية والدور المقدر الذي يقوم به هؤلاء الشباب ومساهمتهم الفاعلة في صناعة السياحة المستدامة بالجزائر، فضلاً عن تشجيع المهتمين والدارسين في القطاع السياحي، وفي هذا الصدد أعتقد أننا كلنا فائزون.

أيها الحضور الكريم،
إننا ندرك أن السياحة الريفية لا يمكنها أن تنمو بكامل قدراتها وإمكاناتها إلاّ إذا تضافرت الجهود بين جميع الأطراف والقطاعات ذات الصلة، وعليه فقد بادرنا في إطار التكامل والتضامن الحكومي بإبرام عدة اتفاقيات إطار و تعاون تنصب أهدافها في تجسيد استراتيجية الحكومة لإنعاش قطاع السياحة و إعطاء نفس جديد لتنويع مصادر الثروة واستحداث مناصب شغل للشباب، داعيا من هذا المنبر كل الشباب المهتم واصحاب الأفكار الرائدة وحاملي المشاريع في مجال السياحة والصناعة التقليدية والعمل العائلي التقرب من الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب(ANSEJ). في إطار الاتفاقية المبرمة مع الوزارة المنتدبة لدى الوزير الأول المكلفة بالمؤسسات المصغرة بهدف “تشجيع إنشاء مؤسّسات مصغرة في المجال، للمساهمة في التنمية المحلية المستدامة، لا سيما في مناطق الجنوب والهضاب العليا ومناطق الظلّ”.

وفي الختام، لا يفوتني أن أوجه الشكر والتقدير للسيد الوالي على دعمه للسياحة المستدامة، وللصناعة التقليدية الجزائرية ومساندته لكل اشكال العمل العائلي، ولا يفوتني أيضاً ان اشكر جميع القائمين على هذا الاحتفال، لا سيما الديوان المحلي للسياحة ببلدية المدية، مؤكدا على أن تحقيق أهداف التنمية الريفية مسؤوليتنا جميعا بدون استثناء على أرض هذه الدولة المعطاء، لأنها الطريقة الوحيدة لضمان هويتنا المتفردة وتلبية احتياجاتنا الاقتصادية والاجتماعية، وكلي يقين وثقة بأننا سنتمكن معا من مواجهة كافة التحديات.
مرة أخرى أينما كنتم اهنئكم باليوم العالمي للسياحة، وكل عام والسياحة الجزائرية بخير

أشكركم جزيلا على كرم الإصغاء،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته